روايه أبناء يعقوب
اللى بتحبيه يا مقصوفة الرقبة
اختبأت خلف ابنة عمتها وأجابت بإنكار
لا يا ماما أنا كنت بقول أشكرك يا رب أصل مريم نجحت وجابت جيد جدا وهتدخل الجامعة.
نظرت هويدا نحو مريم وكأن أمر نجاحها غير هام وبدلا من أن تهنئها أو تبادر بالمباركة إليها قالت
دبلوم ولا معهد ولا حتى الجامعة كله محصل بعضه ومصاريف على الفاضي في الأخر هتتجوزي.
حديث والدتها التي لم تكف عن إزعاج ابنة عمتها كلما تنجح أو تفعل شيئا جيدا تأتي هي وتلقي عليها كلمات تجعل من جبل صامد فتات صخور محطمة لذا عقبت
الكلام دا يا أمي كان زمان ومريم شاطرة وإن شاء الله هتبقى دكتورة في الجامعة.
اكتفت والدتها برفع جانب فمها بتهكم ثم أمرت كليهما
أتي المساء بظلامه الذي يغلب على قلوب البعض ونجوم سمائه تنير الدروب للبعض وهناك من يقضي لياليه في ملذاته التي لا تأتي سوى بالخطايا.
يسجل رسالة صوتية إلى الفتاة التي يراسلها منذ أكثر من شهرين يخبرها بالآتي
مش هتقولي ليا انتي مين برضو دا أنا قايلك كل حاجة عني حتى ببعت لك رسايل بصوتي مش واثقة فيا و لا إيه
طبعا واثقة فيك بس بصراحة مش هقدر أكلمك ولا تشوفني خليها تيجي بظروفها يا عالم يمكن تلاقيني قدامك في الحقيقة.
عقب بداخل عقله ونظراته التي تنضح بالشهوة
تعالي انتي بس وأنا هخليكي واثقة فيا على الأخر.
اندفع الباب على مصراعيه فوجد والدته تضع يديها على جانبي خصرها توبخه
ألقى هاتفه وأطلق زفرة بضجر فأردفت والدته
انفخ يا أخويا انفخ أهو أخوك اللي أصغر منك بتسع سنين نجح في الكلية وهيتعين كمان في الجامعة وانت خليك كدا قاعد زى الولايا في البيت.
هو احنا مش هنخلص من حكاية أخوك عمل وهبب دي أروح أخلص لك عليه عشان ترتاحي
توقفت لوهلة حتى تستوعب الكلمة التي تفوه بها ابنها فهي تعلم مدى كراهيته لشقيقه وذلك منذ أن جلبه والده إلى المنزل وهذا يعود إلى التفريق في المعاملة بينهما فكان يعقوب كثيرا يطلق غضبه ويعاقبه كلما أخطأ و في نفس الوقت يحنو على صغيره ويفضله في المعاملة بل ووالدته كانت كذلك تهتم كثيرا بيوسف الذي يطيعها دائما بكل حب في المقابل كان ابن رحمها يفعل العكس ويجلب لها المشكلات ويجلب لها توبيخ زوجها إليها بأنها لم تستطع تربيته مما جعل الكيل يفيض بها ولم تعد تكترث إليه.
نهض من على الفراش واقترب منها ليخبرها بنظرة أتت من قعر الچحيم
بس أنا بكرهه وهفضل أكرهه لحد أخر يوم في عمري تقدري تقولي عدوي اللدود وأنا اللي بيبقى عدوي بمحيه من على وش الدنيا احمدي ربنا إن أنا سايبه لحد دلوقت عايش ويلا عن إذنك أنا عايز أنام.
قالها ودفعها بقليل من العڼف إلى الخارج وأغلق الباب في وجهها تركها في حالة صدمة تقسم بخالقها أن من كان يحدثها للتو كان شيطانا وليس ابنها!
ظلت جالسة في الغرفة من بعد الانتهاء من وجبة الغداء وذلك بعد أن أخبرت خالها برغبتها لإكمال تعليمها و الذهاب إلى الجامعة اكتفى بكلمة المباركة لها على مضض وبعدم اكتراث إلى الأمر مما جعلها تشعر بالحزن بدلا من الفرح.
شعرت بالملل والضجر من التمدد على الفراش والتقلب يمينا ويسارا دون أن تغفو شعرت بالظمأ فنهضت لتذهب إلى المطبخ حيث يوجد البراد دخلت وفتحت الخزانة الخاصة بالأكواب وجدت يد أخرى تسبقها لتمسك بالكوب ويد أخرى تحيط خصرها المنحوت بحميمية على الفور استدارت ثم شهقت قائلة
محمود!
حدق إليها بنظرة ساخرة يشوبها نظرات أخرى تعلم إلى ماذا ستنتهي مجيبا
فيه إيه مالك أتخضيتي كدة ليه دا أنا كنت بقولك مبروك.
ابتعدت إلى الوراء قليلا ونظرت إليه پغضب تنهره
مش هتبطل حركاتك الژبالة دي يا أخي!
أجاب وهو يجول ببصره على جسدها بنظرة ذئب جائع يريد التهام فريسته بضراوة.
تنكري إن الحركات دي كانت بتعجبك زمان ما هي لو مش على هواكي كان زمانك قولتي لأبويا.
نظرت إليه بازدراء ولن تنسى هذا اليوم التي ذهبت لتخبر زوجة خالها عما يفعله بها ابنها فوجدتها توبخها و تقوم بټهديدها إذا تفوهت بهذا الهراء إلى خالها وذلك بإخبار خالها أنها هي من تراود ولدها عن نفسه وأنها تدخل إلي داخل غرفته من دون علمهم حولتها هذه المرأة التي يرفع إليها إبليس القبعة من