روايه مذاق العشق
يقعدها لا اعرف حقا علام ينوى بالضبط تجاهك
زفرت ايلينا فى ضيق قائلة فليذهب الى الچحيم لقد انتهينا ولا سبيل للعودة بيننا ابدا
ولكنه يحبك ايلينا انتى تعلمين ذلك
قالت ايلينا فى حنق هذا ليس حبا ابدا لقد حاولت كثيرا وانتهى الامر ولن ابقى طيلة عمرى فى دائرة الخطړ
ربما لم تحبينه بالقدر الكافى لتحمل المخاطرة من اجله
حقا لا اعرف بما اجيبك ولكن اتمنى لك السعادة فيما تختارينه
ابتسمت ايلينا وقالت وانا ايضا صوفيا وبالمناسبة هل فكرت فيما قلته لك
ضحكت صوفيا وقالت جملتها المعتادة التى سأمتها ايلينا بالفعل فيما بعد ايلينا فيما بعد
انهت ايلينا المكالمة وهى تنظر الى اثاث الغرفة العتيق والراقى فى الوقت ذاته كان طراز البيت عربيا كلاسيكيا للغاية رأته فى كثير من الافلام المصرية القديمة التى كانت تتابعها لتشعر بها انها فجمالها كان مصريا خالصا له جاذبيته يزيده تلك النظرة الواثقة المتحدية فى عينيها وشخصيتها المنفردة الممتزجه بالتزام شرقى فى الخارج والتزام غربى عملى فى داخلها تمنت كثيرا ان تزور مصر فى الماضى ولكن لم يخطر ببالها الاقامة ولا تعرف لما قرر ابوها العودة فى ذلك التوقيت بالذات وخاصة بعد ان مر على ۏفاة جانيت خمس سنوات وحياتهم واعمالهم مستقرة كثيرا فى باريس التى تحبها ولم تفكر ابدا فى تركها ففيها عاشت كل ذكرياتها مع امها الراحلة وفيها صديقاتها العديدات على اختلاف ثقافتهن وفيها خاضت اكثر من معركة من اجل حجابها معارك لاتنتهى وتشعرها بلذة حقيقية فهى كانت تجاهد من اجل مبادئها ودينها وستختفى تلك اللذة فى وطن اسلامى كما تتوقع عن مصر لا تعرف لما تشعر بعدم الارتياح منذ ان قرر والدها العودة الى مصر لاتدرى سببا لشعورها بالاختناق منذ ان وطئت قدمها ارض المطار تنهدت وهى تتعزى انها مجرد اعراض لاى بداية ونقلة جديدة فى الحياة ودعت الله ان تكون بداية موفقة
ابتسم زين ونظر الى شقيقته ايتن قائلا شايفةواخد الحب كله واحنا وهز كتفيه فى حركة مسرحية ساخرة فتصنعت ايتن الامتعاض فهزت امها رأسها واساريرها تنفرج تدريجيا وهى ترمق يوسف يهبط السلم فى هيبته المعتادة يبدو ان الطول سمة وراثية فى العائلة فيوسف كان اكثر طولا من اخيه نظراته جدية يحمل سترته على ذراعه ونظارته الشمسية الانيقة تعلو رأسه اقترب يوسف من امه وقبل يدها ورأسها فى احترام وهو يقول صباح الخير على عيونك يا ست الكل يا احلى حاجة فى الدنيا كلها
نظر يوسف الى زين وايتن قائلا فى تهكم نازلين اكل اكل مش بتستنو حد ابدا
قال زين وهو يبتلع طعامه انت اللى اتأخرت وساعة البطون بقا انت عارف
رد يوسف وهو يسحب كرسيه ليجلس انا مبتكلمش عنى انا بتكلم عن بابا هوا فين
ردت امه وهى تضع بعض الطعام فى طبقه خرج من بدرى يقابل واحد صاحبه فى المطار
هزت سميرة رأسها قائلة ايوة هوا رجع مع ابنه وبنته وناوى يستقر بعد الغربة
قال يوسف وهو يبدأ بتناول طعامه الراجل ده غريب اوى بابا لما كان بيحكى عنه كنت بحس انه مخه فيه حاجة بقا معقول يسيب بلده واهله عشان خاطر واحدة
تنهدت ايتن وقالت بيحبها يا ابيه الحب بيعمل المعجزات
نظر يوسف الى اخته نظرة طويلة وقال وهو يعود الى طعامه حب ايه وكلام فارغ ايه الحب مش موجود غير فى الروايات الخايبة اللى بتمققى فيها عنيكى ياست ايتن ده واحد ضعيف الشخصية جرى ورا نزواته
قالت سميرة فى صرامتها المعتادة عيب يا يوسف اللى انت بتقوله ده متنساش والدك بيعزه قد ايه
نظر يوسف الى امه وقال فى اعتذار مقصدتش حاجة يا ست الكل بس الحكاية انى مش مقتنع تماما بحاجة تاخد من الواحد عقله وكيانه ويقولك حب حب ايه بس وبتاع ايه
تمعنت به سميرة للحظات وقالت مشكلتك يا يوسف انك جد اوووى وبتاع شغل وبس مش عارفة والله هتتجوز ازاى ولما تتجوز مراتك هتعمل فيها ايه حك يوسف ذقنه بسبابته وهو ينظر الى طعامه كأنه المفر من القصيدة اليومية التى ستلقيها امه على مسامعه فكل الطرق لديها تؤدى الى طريق واحد الزواج ضحك زين وهو يميل الى يوسف قائلا استلقى وعدك بقا موال كل يوم
وبدأت امه بالفعل قصيدتها التى يحفظها عن ظهر قلب يوسف حبيبى انت مش ناوى تفرح قلبى بيك بقا يابنى انت عندك دلوقتى اتنين وتلاتين سنة هتستنى ايه بس اللى فى عمرك دلوقتى عندهم عيل واتنين وتلاتة كل ما جبلك عروسة تطلعلى فيها القطط الفاطسة اختار انت يا حبيبى لو عايز بس فرحنى
كان يوسف كالعادة يتظاهر انه يسمعها بينما يتناول طعامه بهدوء فقد تعود على هذا كل صباح ولكن حين اضافت امه الجزء الجديد كاد ان يبصق مافى فمه ايه رأيك فى سمر بنت عمك اهى حلوة وغلبانة
ازدرد يوسف طعامه بصعوبة وهو يقول سمر مين نهار اسود دى عيلة
ردت سميرة فى جدية اولا عشر سنين فرق مش كتير ثانيا زى ما ابوك بيقول احنا اولى بلحمنا البنت اتيتمت بدرى وهيا واخوها ملهمش غيرنا
ابتسم يوسف فى خبث وهو ينظر الى زين قائلا مادام احنا اولى بلحمنا يبقا زين اولى بقا هوا قريب فى السن منها خمس سنين ارحم كتير من عشرة وبعدين انا شايفها ميالة ليه
رفع زين حاجبه فى استنكار وقال جرا ايه يايوسف سمر زى اختى من فضلك متهزرش فى الحاجات دى
تخطاه يوسف بنظراته لينظر الى ايتن قائلا وحسام بقا ياخد ايتن بالمرة ده قرب يبوس رجلك يا مفترية عشان توافقى
قطبت ايتن حاجبيها وقالت فى ڠضب ده نجوم السما اقربله منى انا اتجوز واحد زى ده على آخر الزمن
تضايق زين من طريقتها فى الحديث على ابن عمه وصديقه فالټفت لها قائلا فى استنكار وماله ده ان شاء الله يا ست هانم راجل محترم ويعتمد عليه
لوت فمها فى سخرية وقالت ومالها سمر يا سى زين ماهى حلوة وصغيرة ودكتورة علاج طبيعى اد الدنيا والف مين يتمناها
زفر فى ڠضب قائلا دى غير دى
مالت اليه وصوتها يعلو اكثر الاتنين واحد من حقك تختار وانا مش من حقى ليه
قال زين من بين اسنانه وطى صوتك واتكلمى بأدب
رفعت صوتها اكثر وهى تقول انا اتكلم زى ما انا عاوزة
رفع زين صوته بدوره وهو يقول انتى قل قاطعته سميرة وهى تقول الله الله حلو اوى يا بيه يا محترم انت والهانم متضربو بعض قدامى احسن
ربت يوسف على كف امه وقال اهدى يا ست الكل عشان صحتك
ونظر الى اخويه فى صرامة وقال صوتكو يعلى تانى فى وجود ست الكل رد فعلى مش هيعجبكو نهائى فاهمين ولا لا
زفرت ايتن فى ضيق وهمت لتقوم قائلة انا رايحة كليتى
رمقها يوسف بنظرة ارعبتها وقال محدش يتحرك غير لما ماما تسمحله فاهمة ولا لا اتفضلى اقعدى
ضغطت ايتن باسنانها على شفتها السفلى وجلست فى تأفف بينما ابتسمت سميرة وهى تنظر الى ولدها فى امتنان وكأنها تخبره انه دوما لها نعم السند نظرت الى السلم بابتسامة قالت بعدها فى خفوت صارم ولاد عمكو نازلين مش عايزة حد فيكو ينطق بكلمة تضايقهم
جاءت سمر ومن خلفها حسام الذى بحث تلقائيا عن كرسى مقابل لكرسى ايتن وابتسم لها فى خجل وهو يضبط نظارته على وجهه فى ارتباك نظرت له ايتن فى ضيق لتشيح بوجهها بعيدا حسام لم يكن بالجاذبية والوسامة التى تحلم بها فتاة مثل ايتن بالكاد تجاوزت سنوات مراهقتها وهى الان فى التاسعة عشر من العمر كانت تشدها المظاهر وحسام بمظهره المتواضع كان يئد اى محاولة منه للفت انتباهها لتتقرب منه وتتعرف على جوهره الحقيقى هو فقط يرتبك امامها وتضيع منه الكلمات الا انه ناجح فى عمله يدير احدى شركات المجموعة بنجاح مذهل صرامته تخيف كل موظفينه واسمه معروف فى الاوساط الثقيلة لرجال
الاعمال مثله
كيوسف وزين على الرغم من انه اصغرهم فهو فى السادسة والعشرين بينما زين فى السابعة العشرين
اما سمر فجلست على كرسيها فى حزن فقد سمعت مادار بينهم من حوار قبل ان يصل اخوها وزعت نظراتها بين الجميع فقد سمعت منهم مايكفى هذا الصباح تعرضت للرفض من ابنى عميها وكأنها مجرد عرض او بضاعة يراد التخلص منها لانها لم تعد لها قيمة لم يكلف احد نفسه بسؤالها هى عن رأيها قبل ان تطرح للبيع هكذا وكأن موافقتها امر مفروغ منه فمن ستجد افضل من ابناء البدرى للزواج لقد عاشت فى هذا المنزل كأمانة يخشى عليها من السړقة لم تنل ولو نصف الحرية التى نالتها ايتن فحياتها اقتصرت على الجامعة والمنزل ولكنها لم تشعر فى حياتها بالاھانة مثلما شعرت بها فى هذه اللحظة لم تستطع ان تتحمل اكثر فاستئذنت الجميع وعادت الى غرفتها لتذرف دموعها بعيدا عن الجميع كما اعتادت
متشكر ايلينا قالها محمود وهو يتناول فنجان قهوته منها وهى تبتسم وتمرر فنجانا اخرا لأبيها لتجلس فى مقعد مجاور
له ارتشف محمود من