رواية شبح حياتي بقلم نورهان محسن
وصلت حياة إلى المبنى السكني الذي تعيش فيه.
عندما دخلت المبنى رأت الفتاة الصغيرة مرة أخرى وأختها تلعب معها فابتسمت وقالت بمرح سلامو عليكو
حيا الاثنان معا و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
ابتسمت عينا حياة على منظر الفتاتين الجميلتين وتساءلت بنبرة رقيقة اخباركم ايه!!
ردت الفتاة الكبيرة بأدب الحمدلله
سألت الفتاة الصغيرة ببراءة حضرتك هتسافري تاني
واصلت حديثها بعد أن نظرت من زاوية عينها إلى بدر الذي كان يقف بصمت بجانبها ممكن اسألكم سؤال صغير واللي هتجاوب عليه ليها عندي شيكولاته كبيرة
رمشت حياة بأهدابها عدة مرات بتوتر قبل أن تسأل فيما كانت تفكر فيه طوال الطريق إلى هنا جدو معندوش أي صورة لأستاذ بدر .. اصل انا ماشوفتوش ولا فاكرة شكله عشان لما ابقي اشوفه اعرفه علي طول
أعطاها بدر نظرة ساخرة وهز رأسه يمينا ويسارا دون رضا وهو يدحرج عينيه بملل.
يبدو أنها ما زالت لا تصدقه في حين رأت عبوسه لكنها تجاهلته.
اتسعت عيناها بدهشة من كلام الفتاة وقالت بشك بتكلمي بجد!!
أشارت الفتاة برأسها بقوة و ردت بصدق اه والله خلاني اتصور معاه قدام عربيته الجديدة لما اشتراها
أومأت لها حياة بفهم قائلة بحماسة زائفة ودت بها إخفاء توترها الذي تفاقم بداخلها مما هو قادم ماشي وريهالي
كيف يحدث ذلك فأمامها صورة مصغرة للشخص الذي ظهر لها من العدم و من دون العالم كله يقف بجانبها بنفس العيون السوداء بنظراتها الثاقبة والابتسامة الجانبية الصغيرة التي تزين شفتيه وكذلك اللحية المهذبة على جانبى فكه و بشعره الداكن.
خرجت حياة بسرعة من المبنى سارت بخطوات سريعة أشبه بالركض متحدثة إلى نفسها بصوت هامس مش معقول!!
33 عام
محامي ولديه مكتب محاماة ورثه عن والده
متزوج منذ عامين
ناجح في عمله دافئ القلب وحنون.
كل ما كان يسعى إليه