روايه بقلم سلمى نصر
جاء على أثرها شاب يبدو على ملامحه القسۏة بالرغم من وسامته يسمعي عمار ليسحبها من شعرها بقوة وهو يقول بصوت جهوري
محدش قادر عليكي يا روح امك ولا إيه! فضحتيني في الشارع كله بيتكلم عنكي
لتصرخ هي بوجهه بكل ما أوتيت من قوة
ما البعيد مش بيحس شايف امه بټموت من غير الأدوية و نايم في البيت ليل نهار يا اما قاعد على القهوة و مستني اللي تصرف عليك... روح يا شيخ منك لله كرهتني في حياتي.. انت لو راجل بحق كنت اشتغلت و اتكفلت بمصاريف علاج امك.
لينزل إلي مستواها وصفعها عدة مرات أخرى حتي شعرت بأنها ستفقد الوعي لا محالة لتهرول والدتها نحوها بلهفة و هي تبعده عنها بقوة و أخيرا ابتعد عنها ليركلها في بطنها بقدمه بقوة حتي صړخت لينا صړخة قطعت احبالها الصوتية و بصعوبة استطاعت الوقوف على أقدامها لتذهب إلي غرفتها بوهن و أغلقت الباب خلفها بالمفتاح حتي لا يدخل إليها أخاها مرة ثانية لتتساقط دموعها پقهر وهي تنظر إلي وجهها بالمرأة بعد تلك الصڤعات التي جعلت علامات يده عليها... البكاء هذا فقط ما تستطيع فعله فهو الشيء الوحيد المسموح لها بالتعبير عن القهر و الالم الذي تعانيه... أزالت تلك العباءة السوداء من عليها الذي كانت ترتديه لتنظر إلي جسدها باحتقار الذي أصبح سلعة لها لجني الأموال اللازمة من أجل إتمام العملية الجراحية لوالدتها..
صحي النوم يا عم انت متعرفش الساعة كام دلوقتي
هز رأسه بإنكار لتجيبه هي الساعة 11 دلوقتي... واضح انك نايم متأخر بس احب اطمنك علي حضر مع سامر الاجتماع لأنهم اتصلوا بيك اكتر من مرة و انت مردتش عليهم.
و محدش فيكم اتكرم و صحاني بدري ليه
رفعت أسما أحدي حاجبيها بسخرية لتهتف قائلة
والله أسأل نفسك كبيرة الخدم جت تصحيك مقومتش و بعدين احنا كمان كلنا صاحيين متأخر من ليلة امبارح.
مراد وهو يشير إليها بالخروج
طب اتفضلي برا من غير مطرود طالما اليوم ضاع.
زمت أسما شفتاها بعبوس لتقول
زفر مراد بحنق ليقول پغضب
مش فاهم ابوكي عايز يتدخل في حياتي ليه ... انا قولتله اني مش عايز اتجوز و هو مصر على كدا.
أسما بهدوء
صدقني يا مراد بابا عايز سعادتك بس ... وأنت المفروض تتجوز اللي قدك عنده بدل الطفل اتنين و بعدين انت عندك تلاتة و تلاتين سنة لو متجوزتش دلوقتي هتتجوز امتا يعني!.
اتفضلي يا ام جواز برة شوفي عيالك.
لتخرج له أسما لسانها بطفولية
احسن من القعدة المملة بتاعتك برضوا.
ابتسم مراد على طفولية أخته لينهض ذاهبا إلي الحمام و بعد قليل خرج منه و ارتدي ملابسه و هبط إلي الأسفل على مضض لكي يذهب مع والده ليقابله والده عندما اقترب منه قائلا
ليقول مراد و هو يعقد حاجباه
برضوا عايز تعمل اللي في دماغك... وبعدين ملقتش غير ديما أخت ميس عشان اتجوزها!!
أومأ له رأفت ببرود و هو يقول بهدوء
لأنها احسن من غيرها انا شايفها الوحيدة المناسبة ليك و جميلة و تقدر تقف معاك لو حصل اي مشكلة في شغلك وأنت شفت من نظرات امبارح أنها كانت معجبة بيك ازاي... ياريت بقي تنسي كل اللي فات و تبدأ معها من جديد.. فاهم يا مراد.
أومأ له مراد رغما عنه فهو يعلم أن إذا قرر أباه على بشيء سوف ينفذه لا محالة ليغادر الاثنين إلي فيلا كامل.
لتظهر قسمت من خلف الجدار وهي تنظر إلي أثرهم پحقد و غل.
تمتمت بغيظ قائلة
الأستاذ حازم يتجوز الزفتة نورا و كمان مراد هيتجوز اللي ما تتسمي دي كمان انا لازم اتصرف بأسرع وقت.
عايز ايه يا زفت أنت.
فأجابه مصطفي وهو يهتف بسخرية
صباحية مباركة يا عريس يا تري شرفتنا ولا ايه.
اشټعل مصطفى ڠضبا حتي ود أن يري حازم لېقتله بيده ولكنه أجاب بهدوء و مرح مصطنع يعكس على ما يدور في خلده ولكن سوف يتمهل قليلا وسوف يجعله يندم على كل كلمة قالها له أو استهزأ به
ابدا يا سيدي بس كنت عايز اقولك أن صنف جديد نزل و هيعجبك اوي.
تنهد حازم قائلا
هجيلك انهارده بليل بس اياك تتصل تاني انا اللي هتصل... فاهم.
ليقول مصطفي بنبرة امتلأها الشړ
فاهم يا كبير.
ثم اغلق الهاتف بوجهه وهو يتوعد له... أما حازم فذهب إلي المطبخ ليفتح البراد ثم أخرج منها طبق الفواكه لكي يأكل منه ولكن ما أثار فضوله تلك الورقة المطوية الموجودة أرضا ناحية الباب ليتوجه نحوها ثم مسكها ليفتحها و كان المكتوب.
انا هسيبك يومين تتهني بالقطة بتاعتك وبعدها استعد للحجيم انت و مراتك يا حازم رأفت.
ابتلع حازم ريقه بصعوبة وهو تحولت ملامحه للقلق الشديد فمن يا تري سوف يبعث له تلك الرسالة التي بها ټهديد صريح له ولزوجته!.
جاءت نورا
من خلفه و قد لاحظت ملامح القلق و التوتر عليه لتسأله قائلة
مالك يا حازم و ايه الورقة اللي في ايدك دي!.
أعطاها حازم الورقة دون أن يجيبها لتتسع عيناها في صدمة عندما قرأتها.
لتسأله و قد ظهر على ملامحها الخۏف
مين دول يا حازم و عايزين منا إيه!.
ليقول حازم بصرامة
أنتي غبية... انا ايش عرفني مين اللي بعتها شغلي مخك شوية انا مش ناقصك انتي كمان.
قالها حازم ثم تركها مغادرا المكان... أما تلك المسكينة فكانت تشعر بالخۏف الشديد و الحزن بسبب جفاء حازم معها بهذه الطريقة لتصعد إلي الأعلى عازمة على أن تذهب إلى والدتها.
وصل مراد و والده إلي مكان فيلا عائلة كامل ليهبط من السيارة هو و رأفت أيضا ثم دلفا إلي الداخل لتستقبلهم عزيزة زوجة كامل بترحاب شديد وكذلك زوجها و جلسوا جميعا على طاولة الطعام ليتناولوا الطعام في صمت و لكن قاطع هذا الصمت صوت حذاء انثوي يقترب منهم لينظر الجميع إلي مصدر الصوت فكانت ديما تسير متجهة نحوهم بثقة و غرور و ترتدي ملابس ملاصقة لها لتجلس بجانب مراد بعد أن صافحته هو و رأفت و شرعوا في تناول الطعام مرة أخري.
وبعد مرور بعض الوقت جلسوا جميعا في غرفة الجلوس لتقول عزيزة بابتسامة واسعة موجهة حديثها إلي مراد
صحيح يا مراد انت ناوي تستقر هنا ولا هتسافر تاني.
ليجيبها مراد بابتسامة مصتنعة
الحقيقة لسه مش قررت.. بس أنا بفكر استقر هنا في البلد.
ليقول كامل
عين العقل يا ابني... بس يرضيك كدا متسألش عني في غيابك ولا كأني كنت حماك في يوم من الايام.
ثم أكمل قائلا
الله يرحمها ميس بنتي مكنتش بتحب حد في الدنيا دي قدك.
اغلق مراد عيناه وظهر عليه الامتعاض ليغير